ماضي حاضر مستقبل

ها قد أشرقت الشمس, أوصلني والدي حتى تلك البوابة الحديدية المفتوحة علي مصراعيها وأنزلني قائلا: "سجلي براك عشان تعتمدي علي نفسك" نزلت..أغلقت الباب خلفي..انتابني شعور غريب تجاه خطواتي..أربكني صوت سيارة أبي وهو يغادر..كم أنا طفلة كيف سأتصرف . لكن لا مفر..هذا هو طريقي.
هو نفس شعوري اليوم وبعد مرور خمس سنوات...خمسة؟!! كم مرت سريعا..لا أذكر ما قبلها.. وما بعدها مجهول..كم أخاف من المجهول.
أحس بسنيين الجامعة وكأنها غرفة صاخبة مزدحمة كثيرة الضجيج فجأة أخرجت أنا منها وأغلق الباب..فإذا بي في صحراء قاحلة بلا معالم..لا شي غيري وبعض السحب.أخشي أن أخطو خطوة للأمام..أتمنى الرجوع ولكن لا مفر, هي نفس خطواتي من باب الكلية الحديدي وحتى المسجلة..ومن هنا يبدأ الطريق.
هكذا هي الحياة. نخطو خطواتنا.. تغطي علينا رسوبيات الأيام السوداء وتضفي علي لوحاتنا بعض الغبار..لكن تعود ذاكرتنا باشياء نحتناها علي جدرانها..و بعض الأسماء في حياتنا تبقى ما بقينا لتعود بنا إلي يوم جميل كلما تذكرناها في حزن يوم اغبر, حينها تذكرونا بدعوات صادقة من قلب صادق.
أنا سأجد في هذه الصحراء طريقا وأنا أهمس بصوت قلق.."ربما قادتنا نفس اللافتات..ربما تقابلنا صدفة..أو ربما يسلكون طريقا أبعد". مؤكد أننا لن نقف طويلا أمام ذاك الباب ننصت لما بالداخل. قد اقتفي أثرهم أينما ذهبوا كما سأتعمد أنا ترك ذاك الأثر..
هل هكذا احسستم..هل كان حلم..هل أمضي لمستقبل قد يحيي فينا مامضى...أم ابقى حاضر لا يمضي ابدا..